3. تصوير غير متكافئ

نحن ننمط النساء والرجال من خلال الطريقة التي نصورهم بها، بما في ذلك اللغة والصور التي نختارها. 

الأدوار التي نؤكد عليها غالباً من نشير للمرأة باعتبارها زوجة أو أم أو ابنة - أي تبعيتها إلى رجل - أكثر من الإشارة لها بشكل مستقل كرئيسة مجلس إدارة أو قائدة سياسية أو محامية أو ناشطة. وفى أغلب الأحيان نستخدم لفظ (أم عاملة) إذا كانت المرأة تعمل ولديها أطفال، على الرغم من عدم استخدامه مع الرجل عند انطباق الوضع . يدخل فى هذا الإطار أيضاً تركيز التغطية على إبراز بعض الوظائف باعتبارها مقبولة اجتماعياً وفقاً للنوع، فعلى سبيل المثال غالباً ما يتم استضافة ممرضة مرأة وطبيب رجل، أو مضيفة مرأة وطيار رجل أو مذيعة مرأة ومخرج رجل. كل هذه الأدوار من شأنها أن تعزز الصور النمطية للجنسين وترسخ ربط الدور بالنوع. ونحن هنا نؤكد على أن الأدوار التقليدية للمرأة غير مرفوضة أو قليلة الأهمية، وإنما تدخل المسألة فى إطار التنميط فى حالة قبول تلك الأدوار اجتماعياً دون غيرها، أو تركيز الضوء عليها فقط مع إهمال بقية المسؤوليات والأدوار التى تقع على عاتق المرأة كمواطنة عاملة فى المجتمع، أو باعتبار المرأة المسؤولة الوحيدة عن التربية والتنشئة الاجتماعية.

اللغة التي نستخدمها لعل أحد أبرز إشكاليات التنميط تكمن فى اللغة، فقواعد التذكير والتأنيث في اللغة العربية تنحاز لتغليب المذكر على المؤنث حتى فى الألقاب والوظائف، فنستخدم على سبيل المثال كلمة مدير ورئيس وعميد وعضو حتى عند الإشارة للنساء. بل والأكثر من ذلك فإن البعض يتعمد استخدام لفظ "نائب" بدلاً من "نائبة" عند الإشارة إلى عضوة مجلس الشعب نظراً لأنها تفضي إلى ربط المرأة بالمصيبة بوصف المعنى المضمر للكلمة والذى يحمل تلك الدلالة. إن استخدام بعض الألفاظ التى تشير إلى المذكر فقط يؤدى لشعور المرأة بأنها ليست المقصودة بالمخاطبة ، مما يقلل من ارتباطها بالمحتوى. وفى هذا الصدد يمكن استخدام صيغة الجمع عند المخاطبة أو الاستعانة بالألفاظ المحايدة مثل: "البعض"، أو إضافة صيغة المؤنّث خلف علامة "/"، أو العطف والجمع بين الجنسين، مثال: القرّاء والقارئات. وعلى المؤسسات الصحفية أن تطور اللغة والمفردات المستخدمة فى كتاب الأسلوب بما يدعم عدم التمييز.

الصفات والخصائص التي نبرزها نميل لاقتصار قبول بعض الصفات الشخصية للمرأة فقط مثل الرقة أو الخجل أو الضعف أو تقلب المزاج أو التعبير عن العواطف، بينما يصور الرجل فى الغالب على أنه القوي أو الواثق أو العقلاني. وحتى فى حالة ظهور نماذج قيادية ناجحة للمرأة فإننا غالباً ما نوصمها بأنها صارمة أو متسلطة بدلاً من حازمة، أو نربط نجاحها وقوتها فى العمل بفشلها فى حياتها الاجتماعية أو الأسرية.

الإشارات غير المتكافئة:

  • الإشارة للرجل من خلال الكفاءة العقلية أو المهنة أو إنجازاته، بينما الإشارة للمرأة بصفاتها الجسدية وما ترتديه من ملابس أو اكسسورات ذكر العمر عند الإشارة للمرأة أكثر من الرجل.
  • وصف المرأة والرجل بخصائص نمطية محددة وفقاً للنوع: فالمرأة متقلبة المزاج بينما الرجل غاضب، والمرأة عجوز بينما الرجل ناضج، والمرأة حساسة بينما الرجل عطوف والمرأة ضحية ضعيفة بينما الرجل قائد قوي.
  • التأكيد على الحالة الاجتماعية للمرأة بالإشارة إلى أنها سيدة أو آنسة، فى مقابل الإشارة للرجل بأنه الأستاذ.
  • الإشارة إلى الأعمال المنزلية وتربية النشء على أنها مهام أساسية للمرأة بمفردها، بينما يقتصر دور الرجل فقط على توفير الاحتياجات المادية.
  • الإشارة للمرأة التى لم تتزوج بأنها "عانس"، على الرغم من عدم استخدام نفس الصفة للرجل عند انطباق الوضع.

الصور والعناوين نستخدم الصور والعناوين التى تركز على مفاتن أو عيوب الجسد للمرأة، بينما تبرز الرجل فى وضع السيطرة والقيادة (مقدمة الصورة) بينما تظهر المرأة فى الخلفية. إضافة إلى ذلك فإنه يتم استخدام اسم الرجل أو منصبه فى العنوان بشكل أكثر من المرأة ، بينما يتم استغلال المرأة كسلعة تجارية في الصور والصفحات الرئيسية لتحقق معدلات أعلى في الوصول والانتشار، حتى وإن كانت لا ترتبط بالمحتوى. نحن نختار كذلك زاوية تصوير توضح اختلاف المكانة وميزان القوى لصالح الرجل ، فالمرأة كقائدة سياسية غالباً ما تبدو متجهمة بينما يأتي الرجل مبتسماً.

Close Bitnami banner